البكاء أثناء الدورة الشهرية شيء شائع وطبيعي عند كثير من النساء، وليس علامة ضعف أو جنون. يحدث غالبًا بسبب تفاعل الهرمونات مع الدماغ والحالة النفسية والجسدية في هذه الفترة.
الأسباب الهرمونية
خلال الدورة الشهرية تنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون بعد الإباضة، وهذا الانخفاض يؤثر في مواد كيميائية في الدماغ مثل السيروتونين المسؤول عن المزاج والشعور بالراحة. هذا الخلل قد يسبب شعورًا بالحزن، العصبية، الحساسية الزائدة، والرغبة في البكاء بدون سبب واضح.
هذه التغيرات تُعرف عند أغلب النساء بما يسمى متلازمة ما قبل الحيض، والتي قد تمتد أعراضها إلى أيام نزول الدورة نفسها، وتظهر على شكل تقلبات مزاجية حادة بين البكاء والغضب والقلق.
متلازمة ما قبل الحيض و PMDD
متلازمة ما قبل الحيض (PMS) هي مجموعة أعراض جسدية ونفسية تصيب نسبة كبيرة من النساء قبل الدورة وأثناءها، مثل الصداع، التعب، آلام البطن، مع الحزن، التوتر، ونوبات بكاء متكررة.
في حالات أقل لكن أشد، قد تعاني بعض النساء من اضطراب أشد يسمى اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD)، حيث تكون نوبات الحزن والبكاء والاكتئاب والقلق قوية لدرجة تؤثر على العمل والعلاقات والحياة اليومية.
العوامل النفسية والجسدية المساعدة
قلة النوم، آلام البطن والظهر، الانتفاخ، والصداع تجعل الجسم متعبًا، وهذا الإرهاق يزيد الحساسية العاطفية ويُسهل البكاء.
الضغوط الحياتية أو وجود اكتئاب أو قلق مسبق قد تزداد حدته في فترة ما قبل الدورة، فيصبح البكاء أكثر تكرارًا وأقوى من المعتاد.
متى تحتاجين لمساعدة طبية؟
يُعد البكاء الخفيف أو المتقطع أمرًا طبيعيًا ما دام لا يمنعك من ممارسة حياتك ولا ترافقه أفكار سوداوية قوية.
يفضل مراجعة طبيبة نسائية أو أخصائية نفسية إذا كان البكاء شديدًا ومستمرًا، أو مصحوبًا بأفكار إيذاء النفس، أو يؤثر بوضوح في عملك وعلاقاتك، لأن العلاج يكون ممكنًا بالأدوية أو العلاج النفسي أو ببعض التعديلات في نمط الحياة.
ماذا يمكنك فعله للتخفيف؟
يساعد الاهتمام بالنوم الكافي، وتخفيف الكافيين والسكريات، وممارسة رياضة خفيفة مثل المشي على تحسين المزاج وتقليل نوبات البكاء.
يمكن أن تفيدك أيضًا: التدوين عن مشاعرك، التحدث مع شخص تتقين به، استخدام تمارين التنفس والاسترخاء، وأحيانًا يصف الطبيب مكملات أو أدوية عند الحاجة في الحالات الشديدة.
