الشيعة يصلون (يسجدون) على التربة لأسباب دينية وعقائدية مستندة إلى السنة النبوية وإلى مكانة تربة قبر الإمام الحسين عليه السلام، وهي تتلخص في النقاط التالية:
- السجود يجب أن يكون على الأرض أو ما ينبت منها، والشيعة يفضلون السجود على التربة التي تُعتبر طاهرة ومباركة، خصوصًا تربة قبر الإمام الحسين في كربلاء، لما لها من قدسية بسبب الدماء الزكية التي سفكت فيها وأثر هذه القدسية روى أن الأئمة من أهل البيت كانوا يؤكدون على استحباب السجود عليها، ومنها الإمام جعفر الصادق الذي قال إن السجود على تربة الحسين يخرق الحجب السبعة، بمعنى أنه تقرب لله تعالى بشكل خاص.
- النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يفضل السجود على الأرض مباشرة دون حائل، وقد ورد أن وجهه كان يلامس الأرض في السجود حتى لو كانت مبتلة أو ملطخة بالطين، وهو ما يحتذى به في السجود على التراب.
- اختيار تربة سيد الشهداء ليس عبادة للتربة نفسها، بل هو إظهار لارتباط روحي وعقائدي بموقف الحسين عليه السلام ورمزيات جهاده وشهادته، وبتعبير آخر هو إعلان للولاء لأهل البيت عليه السلام والتمييز عن من يصلي بطريقة غير مجدية روحيًا، كما أنه يحمل دلالات تاريخية وجهادية عميقة.
- إذا لم تتوفر تربة من كربلاء، يجوز السجود على أي تراب طاهر من الأرض، فهي ليست شرطًا خاصًا بالتربة الحسينية فقط، لكن التربة الحسينية لها أفضلية ومكانة خاصة لدى الشيعة.
باختصار، السجود على التربة عند الشيعة هو اتباع للسنة النبوية في السجود على الأرض، مع تفضيل خاص للتربة الحسينية لما تحمله من قيم دينية وعقائدية وروحية عميقة، وليس عبادة للتربة بحد ذاتها بل تكريم وتوسل لله عز وجل عبر هذا الأداء الرمزي.