سورة التوبة هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي لا تبدأ بالبسملة ("بسم الله الرحمن الرحيم"). هناك عدة أسباب موثقة لهذه الظاهرة، منها:
- من القول المشهور أن سبب عدم بدء سورة التوبة بالبسملة هو أن البسملة تعبر عن الرحمة والأمان، بينما سورة التوبة نزلت في سياق البراءة من المشركين ونقض العهود معهم، ونزلت "بالسيف" بمعنى أنها تحمل تحذيراً وعقاباً وليس أماناً، فكانت غير مناسبة للبسملة. هذا ما رواه علي بن أبي طالب وغيره من الصحابة.
- كما ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قرن بين سورة الأنفال وسورة التوبة ولم يكتب بينهما بسملة لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبض قبل أن يبين إذا كانت التوبة سورة مستقلة أم جزء من الأنفال، فقُلد في المصحف ولم يُكتب البسملة بينهما.
- بعض العلماء قالوا إن جبريل عليه السلام لم ينزل بسملة مع سورة التوبة، ولهذا لم تُكتب في المصحف.
- هناك رأي آخر يقول إن السبب هو أن العرب عادةً عندما يقطعون العهد يكتبون دون بسملة، وسورة التوبة تحمل إعلان براءة من العهد، لذلك لم يبدأ بها بسملة.
- أيضًا قد يكون من الحكمة والسنة اتباع ما وصلنا من قراءة النبي والصحابة وعدم زيادة أو نقص عما قرئ في المصحف.
هذه الأسباب مجتمعة توضح أن عدم وجود البسملة في سورة التوبة يعود إلى ظروف النزول ومضمون السورة، ولأسباب تتعلق بالخصوصية الشرعية والتاريخية للسورة.