فرض الصيام لمدة 30 يوما في شهر رمضان له أسباب روحية وحكم كثيرة في الإسلام. أحد الشروح المروية عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب أن آدم عليه السلام عندما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما، ففرض الله على ذريته الجوع والعطش، واللي يأكلونه بالليل هو تفضل من الله عليهم، ولذلك فرض الله الصيام على أمة محمد صلى الله عليه وآله لمدة ثلاثين يوما تعويضا لهذا الأمر. كما أن الصيام في هذا الشهر كتابة لله تعالى على المسلمين كتقوى وزيادة في التقوى، وهو عبادة تربي النفس على الصبر وتقرب العبد من الله. الصيام مكتوب في أيام معدودات، وهي شهر رمضان، ولم يفرض على المسلمين أكثر من ذلك، ويعتبر الصيام فيه من أكبر العبادات التي تزكي النفس وتغسل الذنوب وتكرم الصائم بسبع خصال منها محو الخطايا وأمان يوم القيامة وبراءة من النار وإطعام من طيبات الجنة. أيضا، تحديد الصيام بشهر قمري تعود لأسباب تتعلق بنظام التوقيت الإسلامي الذي يعتمد التقويم القمري الذي يتنقل بين فصول السنة، فالصيام أحيانا يكون في الصيف والحر وفي أحيان أخرى في الشتاء والبرد، في توازن يحقق الاعتدال ويعلم المسلم الطاعة في كل حالة. وباختصار، الصيام 30 يوما مفروض لآثار روحية وجسامانية، واستنادا إلى خبرات الأنبياء السابقة، وتنفيذا لوصايا الله في القرآن، وتعزيز التقوى والروحانيات للمؤمنين.