بدأ الغلو في الصالحين وعبادتهم في قوم نوح عليه السلام. فقد كان هناك خمسة رجال صالحين من قوم نوح ماتوا، فأحزن موتهم الناس، فوسوس الشيطان لهم بأن يصنعوا تماثيل لهم وينصبوا أنصابًا لأماكن جلوسهم، ففعلوا، ثم بدأوا يعبدوهم من دون الله. هذا هو أول ما حدث من الغلو في الصالحين الذي أدى إلى وقوع الشرك بالله، حيث عُبدوا بعد موتهم وهذا مثال واضح على الغلو في محبتهم وتعظيمهم فوق ما شرع الله. وقد ورد في تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} أنهم أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن يعبدوا تلك التماثيل، فحدث الشرك بسبب الغلو فيهم.